د. منى سويلمي: باحثة أكاديمية من سوريا
يركز هذا البحث على بنية مستقرة للريف قبل عام 2011 وهي مرحلة كان فيها الريف السوري يشكل مجتمعاً محلياً بما فيه من بنى مادية وغير مادية يمكن دراستها، يصعب حالياً تناولها نظراً إلى الدمار الكبير الذي طال الريف السوري، وتحول سكانه إلى نازحين في مناطق سورية متعددة أو لاجئين في دول أخرى. فضلاً عن ندرة الدراسات والبحوث التي تتناول التغير الثقافي في المجتمع السوري والريف خصوصاً، لذا فإنه يجري التركيز على جوانب من التغير الثقافي الريفي ما قبل الانتفاضة السورية أي قبل عام 2011 من خلال المحاور الآتية:
- عوامل التغيير في الريف السوري.
- المفهوم الأكاديمي للثقافة والتغيير.
- جوانب من الثقافة الريفية المتغيرة.
- التغيير من التضامن الآلي إلى التضامن العضوي.
- الهجرة وأثرها في التغيير الثقافي.
- التكنولوجيا الحديثة وأثرها في التغيير.
- ولادة المجتمع العضوي من المجتمع الآلي.
- الخاتمة ومستقبل الثقافة المتغيرة في الريف.
المدخل
يُعد التغيُّر عنصراً من عناصر الثقافة؛ فكل شيء تحتويه الثقافة عرضة للتغيُّر الدائم والمستمر مع الأخذ بعين الاعتبار الاختلاف في شدة ذلك التغيُّر وسرعته بحسب الزمان والمكان. والتغيُّر والتحول من نظام اجتماعي إلى آخر يحتاج إلى مدّة طويلة من الزمن. لهذا تتطلب دراسة التغيُّر الاجتماعي أو الثقافي بالضرورة التعرف إلى التَّحوُّل والتبدُّل الذي يطرأ على البناء الاجتماعي.
من هنا تأتي أهمية دراسة الثقافة وتغيرها. ولعل من أهم مميزات الثقافة أنَّها مرنة أي متغيرة باستمرار، لكن هذه المرونة نسبية يؤثر فيها المكان والزمان والمتغيرات الجديدة التي يفرزها العصر؛ فقد يكون التغيُّر في الثقافة داخلياً نابعاً من المجتمع ذاته، بحسب حاجته في ما اصطلح عليه الاختراع Invention، أو خارجياً وذلك بانتقال بعض السمات الثقافيَّة من مكان إلى آخر بسبب الاتصال بين ثقافتين متكافئتين في القوة واصطلح على هذا التغيُّر مفهوم الانتشار الثقافي Cultural diffusion أما عندما يفرض من طرف أقوى فيسمى بالغزو الثقافي Cultural Invasion. وقد يكون مفاجئاً نتيجة تعرض المجتمع لأحداث غير متوقعة من خلال الثورات (العلمية، التكنولوجية، الصناعية، الشعبية،…) والأزمات (الاقتصادية، السياسية، الزلازل،…) والحروب؛ ما يزيد من سرعة التغيُّر وشدته في ذلك المجتمع بشكل يحدث تغيُّرات في جوانب بنائه الاجتماعي ككل والأنساق الفرعية المكونة لذلك البناء.
عوامل التغيير في الريف السوري
يعد الريف أحد مكونات المجتمع السوري المهمة، إذ يخضع لعملية التغيُّر التي يتعرض لها المجتمع ككل، ولكن درجة تأثير تلك التغيُّرات فيه تختلف وفقاً لعدد من العوامل؛ كالعوامل الفيزيقيّة المرتبطة بالقرب من مركز المدينة أو البعد عنه، ووصول خطط التنمية إليه، ودرجة تطبيق تلك الخطط عليه؛ والعوامل الاقتصادية المتعلقة بالأرض الزراعيَّة وملكيتها ومدى تطبيق التكنولوجيا في الزراعة التي تنعكس على المردود الزراعي؛ كذلك العوامل المتعلقة بدرجة القرابة والنسق القرابي والعادات السائدة، وعوامل أخرى متعلقة بمتغيرات متعددة كالبطالـــــة، وعمل المرأة، والتعليم ودرجة انتشاره في الريف، وأيضاً المتغيرات الناتجة من تكنولوجيا المعلومات والاتصال؛ إضافةً إلى مدى قابلية الناس لتقبل التغيير أو مقاومتهم له. وقد تعرضت البنيَّة الاجتماعيَّة السوريَّة لعدد من التغيُّرات منذ الاستقلال مروراً بالسبعينيات من القرن العشرين التي تسارعت مع دخول الألفية الجديدة. ما كان له أثره في البناء الاجتماعي للريف سواء كان ذلك الأثر اقتصادياً أم اجتماعياً أم ثقافياً أم سياسياً.
وتعتبر الانتفاضة السورية التي يحياها المجتمع السوري مرحلة تغير مفاجئ ترتب على قيامها تغيرات جذرية في مستوى البنية المادية التي تهدمت كثيراً، وأخذت العادات والتقاليد والقيم التي عرفها المجتمع السوري بالتغير بشكل غير متوقع، إضافة إلى أنه من الصعب توقع إلى أين تتجه هذه التغيرات الثقافية الاجتماعية في المجتمع السوري الذي قام أبناؤه بانتفاضتهم راغبين في تحقيق مطالب حقة، ثم تحولت إلى حرب وأعمال مسلحة لم تنته بعد أن فككت البنى المادية وغير المادية للمجتمع السوري.
حول مفهوم الثقافة والتغيير
يعد تحديد المفهومات قضية إشكاليّة في العلوم الإنسانيّة لا بد من تحديد اللفظ عند بداية أي مناقشة لأنَّه يمنع من التلاعب بالمعاني بحسب تعبير سقراط؛ لما له من أهمية في توجيه الدراسة نحو هدفها.
فالثقافة Culture من أكثر المفهومات إشكاليَّة، يستخدمه الباحثون معظمهم على أنَّه مرادف لمفهوم الحضارة Civilization ويستخدمه آخرون على أنَّه تعبير عن المستوى التعليمي للفرد أو تعبير عن الفنون والآداب، وآخرون يستخدمونه تعبيراً عن قدرة المجتمع على الخلق والإبداع، وبعض آخر يرون أنَّه يعبر عن النتاج المادي واللامادي في المجتمع.
لعل أشهر تعريف للثقافة هو ذلك الذي قدمه إدوار تايلور بأنَّها: (ذلك الكل المركب المعقد الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفنون والقانون والأخلاق والعادات والعرف وكافة القدرات والأشياء الأخرى التي تُؤدى من جانب الإنسان باعتباره عضواً في المجتمع)”[1]“
وعلى الرغم من أن هذا التعريف يُصنف ضمن التعريفات الوصفيَّة؛ فيشير إلى أنَّ الثقافة ذات محتوى كلي لأنَّها ناتجة عن التفاعل الاجتماعي، وتحتوي على النتاج المادي واللامادي إلا أنه من التعريفات العامة التي تعتبر أن الثقافة لها نطاق واسع يشمل كل ما يحياه الإنسان في المجتمع. فالثقافة وفق هذا التعريف تستخلص من السلوك الذي تجري ملاحظته كونها من صنع الإنسان وهي التي تحدد أفعاله وتصرفاته ضمن مجتمعه.
إذاً الثقافة تعبر عن مضمون شمولي يضم مجموعة كبيرة من السمات المشتركة، التي ينتمي إليها أبناء المجتمع إذ إنهم يكتسبونها من خلال عملية التنشئة والغرس الثقافي التي يقوم بها المجتمع نحو أعضائه؛ فيتحدد من خلالها موقف الفرد واتجاهاته وقيمه وأفعاله في المجتمع. وبذلك فإن الثقافة هي هوية المجتمع. فهي أسلوب الحياة الذي يتمثل في النتاج المادي واللامادي في المجتمع وينتقل من جيل إلى آخر، فيشمل بذلك المعتقدات والفنون والأخلاق والعادات والملبس والمأكل… وغيرها، ويتحدد من خلالها موقف الفرد واتجاهاته وقيمه وأفعاله في المجتمع تجاه ذلك النتاج.
- أما التغيُّر في اللغة: هو انتقال الشيء من حالة إلى أخرى، ويقال على وجهين أحدهما لتغير صورة الشيء من دون ذاته؛ يقال غيَّر داره إذا بناها غير الذي كان، والثاني لتبديله بغيره نحو غيِّرتُ غلامي ودابتي أبدلتها بغيره.[2] بذلك يدل مفهوم التغيُّر على الانتقال والتبدل والاختلاف.
ومن الجانب الاجتماعي فإن مفهوم التغيُّر يستخدم للدلالة على التَّحوُّل في البناء الاجتماعي؛ فيشير إلى (التَّحوُّلات التي تطرأ على بناء أي مجتمع، خلال مدى زمني معين؛ مما يعني وجود قوى اجتماعيَّة تساهم في حدوث التغيير في اتجاه معين، وبدرجات متفاوتة الشدة. وهو يطاول بناء المجتمع بأسره، كما هو الحال في الثورات، وقد ينحصر في نظام اجتماعي معين كالأسرة والسياسة والدين)”[3]“.وقد اختلف المفكرون الاجتماعيون في تحديد العوامل المسؤولة عن التغيُّر في المجتمع؛ فقد ردها ماركس إلى الأساس الاقتصادي كونه المحرك الأساسي لعملية التغيُّر الذي يؤدي بدوره إلى تغيُّرات متعاقبة في بقية نواحي المجتمع. وماكس فيبر أرجعه إلى العامل الديني لأن التغيُّرات التي تحدث في المجتمع تفصح عن نفسها في سلوك الإنسان ومظاهر ثقافته ما يدل على أن التغيُّر الاجتماعي ينطوي بالضرورة على تغيُّرات ثقافيّة وحضاريَّة. أما أوجبرن فقد ركز على العامل التكنولوجي والاختراعات.”[4]” وقد تختلف شدة التغيُّر فقد يكون التغيُّر سريعاً أو بطيئاً أو يتسارع في جانب ليكون بطيئاً في جانب آخر.
بناءً على ذلك فإنَّ مفهوم التغيُّر يستخدم للتعبير عن ظاهرة التَّحوُّل وهو مفهوم لا يوحي بأحكام تقويميَّة عما هو أفضل أوما هو سيء، ولكن يقرر الواقع كما هو فعلاً في المجتمع.”[5]“
فالتغيُّر لا ينضوي على شكل واحد بمعنى أنَّه ليس بالضرورة أن يكون التغيُّر إيجابياً؛ وإنَّما يمكن أنَّ يكون سلبياً، ولا يسير التغيُّر في اتجاه واحد فقط؛ فقد يسير نحو الأمام أو يكون نكوصياً متجهاً إلى الخلف، ولا يمكن فصل التغيُّر بجوانبه الاجتماعيّة والثقافيّة والاقتصاديّة والسياسيَّة عن بعضها لأنها تتبادل الأثر والتأثير في المجتمع لا سيما أن بنى المجتمعات تتعرض لتبدلات ذاتية نابعة من طبيعة المجتمع نفسه، وكذلك تتأثر بالتَّحوُّلات التي تحدث في العالم.
ويأتي التغيُّر في الثقافة ليشير إلى فكرة الإضافة أو الحذف أو التعديل للسمات الثقافيَّة، ويمكن أن يحدث نتيجة لعوامل متعددة كالاتصال بثقافات أخرى أو نتيجة التجديد والاختراع ضمن ثقافة معينة.
فالتغيُّر الثقافي هو كل تحول في خصائص النسق الثقافي لمجتمع أو شريحة من المجتمع في مكان معين، وتتم هذه العملية بشكل متدرج، ما يؤدي إلى تحوُّلات في البناء الاجتماعي.”[6]” ومن الممكن أن يؤثر التغيُّر في مضمون ثقافة معينة أو بنائها، ويعتمد التغيُّر الثقافي على الانتشار والاختراع أي النقل عبر ثقافات مختلفة أو القدرة على الإبداع الثقافي، وهناك ترابط وتفاعل بين هذين العاملين.”[7]“
بهذا فإنَّ التغيُّر الثقافي Cultural change يشير إلى أشكال التَّحوُّل كافة الجزئي أو الكلي التي تطرأ على البناء الاجتماعي- الثقافي في المجتمع، وتحدث في شكل عمليات مستمرة عبر الزمن، ويكون لها نتائج بعيدة المدى عبر المستويات المختلفة للبناء الاجتماعي معبرةً عن انتشار القيم والأساليب والنظم التي تساهم في إحداث التغيير تعديلاً أو إضافةً أو حذفاً للسمات الثقافيَّة في ضوء أوضاع معينة، ونتيجة لعملية الاتصال الخارجي مع ثقافة أخرى أو ورود مدخلات جديدة على المجتمع كالتعليم أو التكنولوجيا، وقد يكون التغيُّر داخلياً نابعاً من المجتمع نفسه يظهر نتيجة الحاجة إليها.
جوانب من الثقافة الريفية المتغيرة
يرى أوجبرن Ogburn أنَّ التغيُّرات في الجوانب الكمية في أي مجتمع أسرع من التغيُّرات في الجوانب الكيفيَّة مما يحدث فجوة ثقافيَّة في المجتمع. لكن يمكن القول إنّه فيَ المجتمعات العربية وبالذات الريفيَّة منها يتخذ التغيُّر مبدأ المعية Togetherness الذي يعني أنَّ مكونات الثقافة تتغير ككل وأن عمليات التغيُّر بجانبيها المادي واللامادي تسير مجتمعةً في أجزاء البناء الاجتماعي كلها.
فعندما لا يكون التغيُّر سريعاً أو موجهاً (كما في الأزمات أو الثورات) لا يحدث في المجتمع اختلال توازن، فتسير عمليات التغيُّر في كل اتجاه؛ ذلك لأن نمو الثقافة المادية الذي هو أسرع وأسبق من نمو الثقافة اللامادية لا يكون له الخصائص نفسها في المجتمع القروي، بمعنى أن القديم يجاور الجديد، ويكون التأثير متبادلاً بينهما وليس من جانب واحد فقط.
كما أن تغير العائلة مثلاً وتفككها إلى أسر يؤدي إلى تغيرات مصاحبة في خصائصها وفي القيم المرتبطة بها.”[8]” وفي العموم فإن التغيُّرات المادية التي تطرأ على البناء الاجتماعي يكون إدراكها وملاحظتها ممكنين مقارنة بتلك اللامادية التي تحتوي على درجة أعلى من التعقيد.
إن القرية السورية سابقاً كانت تعتمد على علاقة الإنسان مع بيئته المحلية. فالأرض بوصفها مصدراً اقتصادياً وأدوات الإنتاج فيها. والعائلة وحدة اقتصاديَّة واجتماعيَّة، والمسكن والملابس والطعام وأدواته وطريقة التنقل والفنون كلها تتخذ طابعاً يلائم بساطة البيئة الريفية قبل دخول التغيُّر إليها؛ إذ يقع المسكن في الحي الذي تشغله العائلة الكبيرة للمحافظة على امتدادها والشعور بالأمن والحماية كون القرابة هي محور الحياة في القرية، حتى المنزل الريفي يُشيد من مواد توفرها البيئة المحلية (كاللبن والقش)، ويكون في المنزل فسحة مفتوحة تسمى (أرض الدار)، فالشكل المادي للمنزل كان يلائم البيئة الريفية البسيطة وطرأ عليه تغير ليلائم نمط العصر الحديث الذي أصبح مغلقاً أو طابقياً.
أما بالنسبة إلى ملابس أبناء الريف لم يكن يوجد فيها تمايز باستثناء الكبار الذين يعتبرون ممثلين ووجهاء لعائلاتهم، حتى أن الصناعات التقليدية (النسيجية والألبان والأجبان و… وغيرها) تحقق اكتفاءً ذاتياً للقرية الواحدة، وما كانوا يحتاجون إليه من أمور أخرى من المدينة كانت تصل إلى اللقرية عن طريق محل (دكان) رئيسي يوجد قي القرية ويحصل على مواده من المدينة. وقد تغير أيضاً شكل المسكن في القرى بشكل يستوعب حجم الأسر الجديدة. إما بتقسيم بعضها أو استقلال الأبناء بعد الزواج في هذه المساكن أو شراء مسكن جديد خصوصاً إن تزوج الابن زواجاً خارجياً أي ليس من أقاربه العاصبين أو ذوي الأرحام، حتى إن مواد بناء المنزل صارت تعتمد على مواد بناء مختلفة عن البيئة المحلية كالإسمنت والبلاط والطوب (القرميد) نظراً إلى التأثر بالمدينة؛ وبدأت تظهر المساحة الطابقية أو حتى الأفقية لكن المستقلة عن بيت العائلة الكبير.
كانت النساء في القرى سابقاً يساعدن في العمل الزراعي ويقمن ببعض الصناعات التقليدية المعتمدة على العمل الزراعي من تجفيف الخضراوات وصناعة الألبان والأجبان. وظهرت في بعض القرى مهن جديدة تترافق مع العمل الزراعي كافتتاح أفران ومحال للألبسة الجاهزة وورشات للخياطة النسائية والرجالية، ونجارة، وحدادة، وحلويات، ومطاعم للأكلات الشعبية كالفلافل والحمص تخدم القرية وأحياناً القرى المجاورة ومن يعمل في هذه المهن لا يتخلى عن مهنته الأساسية، وهي الزراعة.
ويتميز الريف في سوريا بالتنوع وعدم التجانس نظراً إلى أنه يمتد على مساحة واسعة محيطة بالمدن، وقد يكون السبب وراء ذلك الاختلاف في النشاط الاقتصادي؛ فهناك ريف يعتمد على الزراعة فقط والاهتمام بتربية الحيوان رديفاً للعمل الزراعي في الأرض، وريف آخر يعتمد على تربية الحيوان فقط، وآخر يعتمد على الصناعات التقليدية وتربية الحيوان لأن المحيط الأيكولوجي لا يوفر بيئة صالحة للزراعة. وقد يكون أحد أشكال اللاتجانس هو القرابة والنسب؛ إذ يوجد ريف ينتسب أهله إلى جد واحد، ومن ثم تكون سمة العصبية ظاهرة بوضوح ونمط حياته أقرب إلى البداوة (بدنة واحدة)، وريف آخر تبرز فيه القرابة العائلية (البدنات) التي يترتب عليها مجموعة من الحقوق والواجبات فتلتحم مع بعضها للحماية والدفاع والمشاركة في الأحزان والأفراح سواء كانت (بدنة واحدة) أم (مجموعة بدنات).
وتظهر ميزة مهمة موجودة في أشكال الريف معظمها التي تعد ميزة أساسية للمجتمعات المحلية وهي علاقات الوجه للوجه والانتماء إلى الجماعة القرابية وذوبان شخصية الفرد ضمن الجماعة. ودخول متغيرات جديدة إلى الريف ساهم في تغيُّرات بنائية فظهر مثلاً تغيُّر في نمط الأسرة من الممتدة إلى النواتية وتبع ذلك تغيُّر في وظيفتها أيضاً، وكذلك ظهرت تغيُّرات في النشاط الاقتصادي ما غيَّر من بعض القيم التقليدية المرتبطة بالأرض والعمل الزراعي؛ وبرزت أيضاً مظاهر الثقافة المعاصرة المعتمدة على التقنية الرقمية (هواتف محمولة، إنترنت، فضائيات) ما ساهم في ضعف بعض مظاهر الثقافة التقليدية الريفية وظهور المظاهر الحداثية، لكن ذلك لا يعني اختفاء المظهر التقليدي وسيطرة المظهر الحداثي في المجتمع الريفي، وإنَّما تجاور المظهرين جنباً إلى جنب.
وما زال أبناء القرية يحترمون كبار السن ويقدرونهم ويعتبرونهم الأساس في الوجاهات الاجتماعية؛ إضافة إلى الفئات المتعلمة من أبنائها كالمدرس والطبيب والمهندس ويعتمدون على هؤلاء الوجهاء في حل الخلافات الاجتماعية على الرغم من وجود القانون الذي يعتبر الخطوة الأخيرة التي يجري اللجوء إليها في حل الخلافات في القرية وهي نادراً ما تصل إلى هذه المرحلة.
تأثر أبناء الريف أيضاً بالوعي الديني الجديد الذي بدأت تبثه الفضائيات من خلال برامجها الدينية حتى أن التوجه إلى تعليم الفتاة وخروجها إلى العمل تأثر بهذا الجانب الديني وأن التعليم هو حق من حقوقها، إضافةً إلى جوانب أخرى كسهولة التنقل بسبب توفر شبكة المواصلات بين القرية والمدينة، ووجود مدارس مستقلة للذكور وأخرى للإناث في القرية.
إذاً الريف السوري هو جزء من المجتمع السوري الذي يخضع لثقافة عامَّة واحدة، والمجتمع الريفي مجتمعاً يعتمد على مهنة وحيدة هي الزراعة تشكل أساس الحياة الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة ضمنه، يتولد عنها شعوراً بالعلاقة الوثيقة بالأرض والعمل الجماعي والتضحية من أجل العائلة لأن مصلحة الجماعة فوق المصالح الشخصيَّة.
وتتسم أدوات الإنتاج بأنَّها بدائية يقوم الفلاح بإصلاحها عند اللزوم ولا يغيرها فقد اعتاد عليها وعلى أسلوب العمل بها؛ إلا في حالة كان العمل الزراعي قائماً على فكرة التسويق وليس للاكتفاء العائلي إذ تستخدم الوسائل التكنولوجية الزراعية التي تجعل العمل الزراعي أكثر سهولةً، ويأخذ الشعور الديني حيزاً كبيراً من حياة القروي، ويلعب دوراً مهماً في ضبط سلوكهم الاجتماعي، إضافةً إلى التمسك الشديد بالعادات والعادات نوع مهم في الضبط الاجتماعي غير الرسمي، أيضاً يسود نوع من التعاضد والتعاون في المناسبات الاجتماعية كلها، حتى أن الخبرات الفرديَّة تكاد تكون واحدة بسبب تشابه السياق العام من تقاليد وأنماط السلوك، ويكون الريفي شخص منفعل؛ ويوجد في المجتمع الريفي نظام بسيط لتقسيم العمل -يعبر عن الدور الاجتماعي أكثر من كونه تقسيم عمل- فالرجال كلهم يقومون بالعمل نفسه مهما كان عددهم في الأسرة وكذلك النساء، ولعل هذا ما يعبر عنه دوركهايم بأنَّه يمثل مجتمعاً للتضامن الآلي.
من التضامن الآلي إلى التضامن العضوي
إنَّ المجتمع الريفي ما قبل عام 2011 بدأ ينتقل من التضامن الآلي إلى التضامن العضوي فقد دخلت إليه متغيرات جديدة؛ حيث ظهر إلى جانب الزراعة نشاط متنوع صناعيَّ وتجاريَّ، وبخاصة بعد إقدام عدد من الأسر – غالباً بعد وفاة الأب- على بيع الأرضي الزراعية الموروثة لتحسين أوضاعهم المعيشية، أو ليستفيدوا من ثمنها في مشروعاتهم الخاصة (شراء عقار وتأجيره، شراء محل والعمل به بدلاً من العمل الزراعي، بناء منزل مستقل لأسرته الصغيرة…إلخ) ومن يشتري هذه الأراضي هم أناس من خارج القرى هدفهم إقامة مشروعات صناعية (بناء معامل أخشاب، زيوت، أحذية، ملابس…إلخ) التي بدورها أثرت في العمل الزراعي فتقلصت المساحة المزروعة من جهة، وامتصت هذه المصانع اليد العاملة الريفيَّة التي كانت تعمل في الزراعة مقابل دخل ثابت يتقاضاه شهرياً، ووفق ساعات عمل ثابتة وحوافز وتأمينات لا توفرها الأرض التي كان مردودها يذهب إلى العائلة الكبيرة، أما عمله هذا فهو له ولمستقبله الخاص إن لم يكن مقيماً مع عائلته الممتدة، أما إن كان مقيماً مع العائلة الكبرى عليه أن يشاركها في بعض المسؤوليات الاقتصادية.
في الأراضي التي ما تزال تزرع والعمل الزراعي فيها مستمر ظهرت المكننة الزراعيَّة والأساليب الحديثة في الإنتاج كالري بالتنقيط والجرارات والحصادات الحديثة إلى جانب الأسلوب القديم الذي يعتمد على المجهود الشخصي ويستدعي وجود يد عاملة في معظم مراحل العمل الزراعي.
وقد ظهر نمط جديد للعمل ساهم في بيع الأراضي والتحول عن الإنتاج الزراعي وهو العمل الخدمي والتعيين في الوظائف الحكوميَّة، فالتوسع في القاعدة التعليميَّة جعل أبناء الريف يتجهون إلى التعلم، وساعد في ذلك توافر المدارس في الأرياف من جهة، وتوافر شبكة من المواصلات سهلت عملية الانتقال إلى المدينة لاستكمال الدراسة في المدن (للذكور والإناث)، ما أدى إلى زيادة نسبية في الإقدام على التعليم في الريف لا سيما الشهادات الجامعيَّة، التي وفرت لها فرص للعمل الحكومي سواء في قريتهم نفسها أم في المدينة فاستدعى ذلك الإقامة في المدينة وترك القرية لزيارتها في العطل والإجازات فقط، أو الاعتماد على شبكة المواصلات التي تربط القرى بالمدينة في الذهاب إلى العمل الحكومي، ما لعب دوراً في التغيُّر؛ والاحتكاك بالمدينة أضعف أيضاً من العادات في مجتمع التضامن الآلي الريفي نتيجة دخول قيم جديدة.
الهجرة من الريف وأثرها في التغيير الثقافي
شهد الريف حركة هجرة (داخلية وخارجية) منها الدائمة ومنها المؤقتة لتحسين مستوى المعيشة ورفع مستوى الدخل، فعلى سبيل المثال لبنان استقطب عدداً من العمال السوريين لإعادة إعماره نتيجة حرب تموز 2006 إذ كان لعمالة الريف حظ وافر منها وكان العامل يسافر وحده تاركاً أسرته في القرية سعياً لتحسين مستوى معيشته.
وقد عُرف عن الفلاح السوري حبه لأرضه وموطنه، وأنَّ القرية عالمه ودنياه وفضاؤه الجغرافي والاجتماعي والثقافي؛ والحي في القرية يشكل الوطن الذي يحبه الفلاح السوري، ويتمسك به، وله قيمة اجتماعيَّة وسياسيَّة وثقافيَّة.
فقد كان الفلاح في مرحلة من المراحل يُوصف ويُسمى بالقرية التي يعيش فيها؛ لذا تميزت شخصية الريفي بكرهها للهجرة، وتمسكها بالوطن مهما واجه من صعاب وقهر وفقر، إذ كانت القرى تودع المهاجر بالبكاء (الغربة كربة، والغربة مضيعة الأصول).”[9]” إلا أنَّه بدأ يظهر في السنوات الأخيرة قبل الانتفاضة السورية ميل إلى السفر سعياً وراء الرزق وتحسين مستوى المعيشة والإيفاء بمتطلبات الحياة المتزايدة؛ وبرزت مظاهر الفردية وتغليب النزعة الذاتية على الجماعة.
فقد أصبحت القرية قوة طاردة لسكانها بفعل ضعف عصبيات القربى، وتزايد عدد السكان، وتناقص مساحة ملكية الأرض وتشرذمها وزيادة عدد المتعلمين، والفوارق الشديدة بين مظاهر الحضارة ومعالمها في الريف والمدن أو الحضر، ولذلك فإن الهجرة من الريف إلى المدن لن تتوقف، وتجري هجرة عكسية إذ ما يزال الريف يشهد هجرة واسعة من القرية إلى المدينة أو البلدان الأخرى.”[10]“
التكنولوجيا الحديثة وأثرها في التغيير الثقافي
دخلت إلى القرى التكنولوجيا الحديثة التي بدأت بوادرها مع دخول الكهرباء إلى القرى السورية فبدأت بالتلفزيون وصولاً إلى المفردات التكنولوجية الجديدة (الدشات والإنترنت والهاتف المحمول) التي بدورها استحدثت أعمالاً جديدة كافتتاح محال للموبايلات وصيانة الدشات، وقد بدأت هذا الأدوات الجديدة تحدث تغيراً في السلوكات والقيم كمستوى الحرية -للذكور والإناث من الأبناء- العلاقة بين الآباء والأبناء التي لم تعد ذات بعد واحد وهي الطاعة اللازمة من الأبناء لأبائهم فقد برزت مظاهر الحوار والصراع في الوقت نفسه بين الآباء والأبناء، وبدأت تنحصر نوعاً ما المسؤولية الاقتصادية لرب الأسرة في أسرته (زوجته وأولاده غير المتزوجين)؛ وبذلك ظهرت حالة من الاستقلال الاقتصادي عن العائلة وصحبها استقلال في الأمور الاجتماعية الخاصة بها كالزيارات وتحديد مستقبل الأبناء وتوسيع المنزل أو الانتقال إلى منزل أوسع.
وأدى ذلك كله إلى سرعة أكبر في تغيُّر المظاهر المادية أيضاً فقد ظهر تغيُّر في طراز البناء الريفي وبدأ يتجاور البناء الحديث إلى جانب البناء تقليدي الريفي، نتيجة الهجرة سواء إلى المدن أو الخارج، فما يجنيه الريفي المهاجر يحاول أن يبني به منزل عمره في مسقط رأسه -قريته- فينقل إلى هذا البناء ما تعلمه ورآه من تجربته خارج القرية، فيأتي البناء فخماً وباذخاً ومجهزاً بأحدث المفروشات والأدوات الكهربائية، وقد لا يراه إلا في الإجازات؛ درجة أنَّ بعض الأرياف بدأت تتصل بالمدينة بسبب المد العمراني الحديث الذي وصل إليها.
هذه التغيُّرات لا توجد وحيدة فهي ليست الشكل السائد في القرى بل يتجاور فيها القديم مع الحديث فعلى سبيل المثال توجد الأسرة الممتدة إلى جانب الأسرة النواتية في الريف حالياً بعد أن كان السائد هو شكل الأسرة الممتدة في السابق. ونتيجةً للارتباط العاطفي الكبير بمنزل العائلة وارتباط الآباء بأبنائهم ورغبتهم في عدم ابتعادهم عنهم فإن نمط الأسرة الممتدة ما زال موجوداً ومستمراً وإن استقل الشاب المتزوج في منزله فإنه لا يبتعد كثيراً عن منزل والديه.
ولادة المجتمع العضوي ضمن المجتمع الآلي
إنَّ هذه التغيُّرات تدل على ولادة المجتمع العضوي ضمن المجتمع الآلي بسبب المتغيرات الجديدة التي طرأت وتطرأ على المجتمع كالتعليم والتكنولوجيا، واستحداث نشاط اقتصاديَّ جديد؛ فهو مجتمع آلي وعضوي في الوقت نفسه إذ تزول منه بعض قيم المجتمع التقليدي وتصعد قيم المجتمع الحديث.
فتوفرت في الريف عوامل داخلية ساهمت في التغيير كالزيادة السكانيَّة التي ساهمت في الضغط على المورد الأساسي وهو الأرض وما يلحق بها من إنتاج وأدوات إنتاج ويد عاملة، وجاءت العوامل الخارجية المتمثلة في التقنية الجديدة والسفر لتعجل من عملية التغير على الرغم من أنَّها عملية تدريجيَّة ولا تأتي فجأة إلا مع عوامل مساعدة كالكوارث الطبيعية والحروب والثورات التي تلعب دوراً مسرعاً يعجل حدوث التغيُّر الثقافي والاجتماعي.
ويتميز التضامن بأشكال مختلفة تتفق ومستوى التطور الحضاري لكل مجتمع من المجتمعات الإنسانية.”[11]” فالمجتمع الذي يعيش نوعي التضامن (الآلي والعضوي) يمثل مجتمعاً نصفياً فهو ليس تقليدياً، وليس متحضراً لأنه يعيش قيم المجتمعين معاً، ولأن مرحلة التغيُّر هي مرحلة عدم استقرار؛ لذا فإنَّها تتطلب توفر أوضاع ملائمة لتقبل الجديد، وإلا سيواجه هذا التغيُّر بمقاومة كبيرة من أعضاء المجتمع؛ ما لا يفسح المجال أمام دخول تلك التغيرات إليه.
فالتغير في عقلية الفلاح مثلاً يساهم في استيعاب العناصر الثقافيَّة الجديدة، وكذلك انتشار التعليم والانفتاح على الحياة الحديثة، والتحول في البنى الاقتصادية كلها من العوامل المساعدة في تقبل التغيُّر. وبما أنَّ شخصية الإنسان تتكون في مجتمعه من خلال عملية التنشئة الاجتماعيَّة والتفاعل بين أفراد المجتمع فهو حامل لتلك الثقافة التي ولد فيها؛ ومن ثم فإنَّه يأخذ موقعه الذاتي ضمنها كما يستمد منها مدلولاته. فالثقافة تتغير بما تضيفه الأجيال من خبرات وقيم، وتعمل على إبعاد الأفكار والسلوكات التي لم تعد تتلاءم مع الحياة الجديدة -على الرغم من محاولة الأجيال السابقة التمسك بالقديم- وتتغير أيضاً بسبب عوامل داخلية وخارجية أخرى يفرزها التطور الطبيعي لأي مجتمع؛ ما يجعل الثقافة دائماً في حالة دينامية مستمرة، وهذا ما يؤدي إلى ظهور بعض العناصر الثقافية، واختفاء أخرى أو تعديلها.
خاتمة
مستقبل الثقافة المتغيرة في الريف السوري
بما أن التغيُّر الثقافي هو كل تحول في خصائص النسق الثقافي ما يؤدي إلى تحوُّلات في البناء الاجتماعي. فإنه من الممكن أن يؤثر في مضمون ثقافة معينة أو بنائها إما بإضافة بعض السمات الثقافية أو حذفها أو تعديلها. لهذا فإن التغير الثقافي يحدث في شكل عمليات مستمرة عبر الزمن، لكن عملية التغير الثقافي في سوريا لم يكتب لها أن تلاحظ نتائجها في المستقبل وذلك بسبب الربيع العربي وبدء الحراك السوري. لا سيما أن الريف السوري كان ريفاً منتفضاً وخرج أبناؤه مطالبين بحقوقهم؛ فطالهم تخريب منازلهم وقراهم وتهجير أهلها؛ لذا فإن دراسة التغير الثقافي في المرحلة الراهنة أمر بالغ الصعوبة لأن الريف اليوم لا يمثل مجتمعاً محلياً (ليس له بقعة جغرافية تضم أبناء القرية الذين يتبنون القيم والعادات والأفكار) فهم إما نزحوا من قراهم إلى أماكن أخرى أو لجؤوا إلى دول آخرى فاختلطوا بتلك المجتمعات، وعليه فإن مستقبل الثقافة المتغيرة في القرية السورية يمكن أن ينطلق من واحدة من هذه النقاط بعد انتهاء الحرب في سوريا:
- إما أن تكون ثقافة أبناء القرية السورية مقاومة كفاية للتغيير؛ بشكل يسمح لها أن تعود كما كانت في عهدها السابق قبل أن تتعرض للتخريب والدمار.
- أو أن تكون ثقافتها ثقافة تذوب في التغيير وتنصهر داخله، ومن ثم فإن القرية ستغير ثقافتها تغييراً جذرياً بشكليها المادي واللامادي.
- أو أن تكون ثقافة القرية السورية ثقافة مقاومة في بعض سماتها الثقافية ومرنة في بعض آخر، ومن ثم فإنها ستحافظ على بعض مظاهرها وستتقبل دخول بعض السمات الأخرى؛ ما يفتح مجالاً للتعايش بين تلك السمات بشكل يساهم في خلق نمط ثقافي مختلف عما كان عليه قبل الانتفاضة السورية، بحيث يضم بعض جوانب الثقافة القروية القديمة ويستوعب مظاهر الثقافة الجديدة.
المراجع
([1])- Edward B.Tylor: Primitive culture( Researches into the development of mythology philosophy, religion, art, and custom),vol.2, Gohn Murray, 1871, p:3
[2]))- محمد عبد الرؤوف المناوي: التعاريف، تحقيق: محمد رضوان الداية، ج1، دار الفكر المعاصر، بيروت، بدون تاريخ، ص191.
([3])- موسوعة مقاتل من الصحراء: قسم علم الاجتماع، جامعة الفيوم، تاريخ الدخول للموقع 30/مارس/ 2012.
http://www.moqatel.com
([4])- فادية الجولاني: المجتمع -الأنساق التقليدية المتغيرة، المكتبة المصرية، الإسكندرية، 2004، ص16.
([5])- فادية الجولاني: التغيُّر الاجتماعي- مدخل النظرية الوظيفية لتحليل التغيُّر، المكتبة المصرية، الإسكندرية، 2004، ص13.
([6])- Neoman.H: Cultural Change In classic societies, Macmilln Company, England, 1991, Pp.83-84.
[7]))- أيكه هولتكرانس: قاموس مصطلحات الاثنولوجيا والفلكلور، ت: محمد الجوهري، حسن الشامي، الهيئة العامّة لقصور الثقافة، القاهرة، ط2، ب. ت، ص116.
([8])- محمد عاطف غيث: القرية المتغيرة- القيطون، محافظة الدقهلية- دراسة في علم الاجتماع القروي، دار المعارف، مصر، ط1، 1962، ص “ش”.
([9])- عز الدين دياب: التحليل الأنتروبولوجي للأدب العربي- الرواية السورية أنموذجاً، سلسلة الدراسات (10)، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 2010، ص156.
([11])- عز الدين دياب: التحليل الاجتماعي لظاهرة الانقسام السياسي في الوطن العربي- حزب البعث العربي الاشتراكي أنموذجاً، مكتبة مدبولي، القاهرة، 1993، ص94.
هذه المادّة تعبّر عن وجهة نظر الكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي المرصد.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.