خاص – مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي
يعيش مهجرو مدينة دوما في مناطق سيطرة فصائل “درع الفرات” بريف حلب الشمالي ظروف مأساوية في مخيمات جماعية قسم منها مخصص للرجال وآخر للنساء، وذلك لعدم قدرة أكثر من ٩٠% من الوافدين وعددهم قرابة الـ 20 ألف نسمة (19189 ) على استئجار منازل خاصة بهم.
وبينت مصادر متابعة لـ “….” أن أسعار الإيجارات ارتفعت بشكل ملحوظ بسبب وجود تجار أزمات يحاولون استغلال المهجرين، إذ يتراوح أجار المنزل بين ١٥٠ و ٥٠٠ دولار بحسب جودته، إلا أن فارقا واضحا لمسه المهجرون في أسعار الغذاء، إذ لاحظوا الفرق الكبير بين ما كانوا يدفعونه داخل الحصار في الغوطة الشرقية وما يدفعونه في مناطق تهجريهم.
وأرجعت المصادر سبب هذا الأمر لقرب الحدود التركية حيث أسعار السلع الغذائية ارخص بكثير مما كان يصلهم تهريبا من دمشق إلى الغوطة الشرقية
الظروف المعاشية الصعبة دفعت بالمهجرين للبحث عن عمل إلا أن الضغط السكاني الهائل في المنطقة زاد من ندرة فرصة العمل، الأمر الذي يتطلب بحسب المصادر توجيه أنظار المنظمات الدولية لفتح مشاريع تنموية استثمارية تهدف إلى تأمين فرص عمل للمهجرين.
وجاءت عملية التهجير بعد التوصل لاتفاق بين فصيل جيش الاسلام المسيطر على مدينة دوما والجانب الروسي، ونص الاتفاق على إجلاء العسكريين وعائلاتهم ومن يرغب من المدنيين الرافضين لتسوية اوضاعهم، وترافق ذلك مع موافقة الجانب التركي على استقبالهم في المنطقة الواقعة تحت سيطرة فصائل “درع الفرات” المدعومة من تركيا.
ونفذت عملية التهجير على متن نحو 80 حافلة انطلقت من مدينة دوما إلى ريف حلب الشمالي بعد ان تم تجميع الأهالي عند نقطة تفتيش القوات الروسية في مخيم الوافدين المجاور للغوطة الشرقية، لتتوجه بعدها القافلة إلى معبر فصائل المعارضة، ومنها إلى ريف حلب بعد موافقة الجانب التركي.
وبعد دخول القافلة إلى منطقة درع الفرات استقبلت القافلة من قبل الفصائل المعارضة والمؤسسات الإنسانية والطبية التركية، ونقل المصابون والجرحى إلى المشافي، فيما تم فرز الوافدين على نقاط سكن مؤقتة توزعت على ثلاثة مخيمات رئيسية هي: مخيم عزاز الرياض، مخيم شبيران، مخيم البل، بالإضافة للمساجد والمزارع.